اليوم 23 نوفمبر وصل سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار 13,6 بعد ما كان قبل 8 أيام فقط يساوي كل دولار 10 ليرات تركية تقريباً فقط.

هذه الانخفاض الحاد في سعر صرف الليرة التركية يذكرنا بما حدث في أواخر عام 2018 عندما انخفض معدل صرف الليرة التركية من 4.7 للدولار الواحد إلى 7 ليرات خلال أقل من أسبوع , والسؤال المهم هنا الذي يخص مجال الاستثمار العقاري ماذا يجب أن يفعل المستثمر في هذه الحالات ولكن قبل أن نجيب عليه يجب أن نعرف ما هي أسباب هذه الحوادث ليكون الجواب على السؤال المهم كافٍ ومقنع.

ما هي أسباب انخفاض الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي في نوفمبر 2021؟ 

السبب الرئيسي هو خفض معدل الفائدة من 16% إلى 15% وقرارات الرئيس التركي بخصوص الاستمرار في خطة لتخفيض الفائدة مهما كانت العواقب , هذه التصريحات بالإضافة إلى تأرجح الليرة التركية تحت ضغوطات أجنبية ومخاوف من المستثمرين بخصوص استقرار سعر الصرف والمضاربات في سوق البورصة على الليرة التركية , كل ذلك أدى لهذا الانخفاض ولا شك أيضاً ان الأوضاع السياسية في الدول المجاورة ودور تركيا فيها يؤثر بشكل سلبي على أداء الليرة التركية.

لقراءة الأسباب بالتفصيل كتبنا سابقاً مقالين يمكن الرجوع إليهما : 

الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي تحليل وتوقعات

معدل التضخم في تركيا وأثره على سوق العقار

أما بالنسبة للاقتصاد التركي فهو يحقق معدلات نمو عالية جداً وتستعد الصادرات لتجاوز الواردات خلال العام القادم وبالتالي ليس هناك مشكلة حقيقية في الاقتصاد بقدر ما هي ضغوطات على سعر الصرف لليرة التركية , والآن نأتي للسؤال المهم وهو ماذا يجب أن يفعل المستثمر الأجنبي في هذه الحالة ؟ 

لو كنت تبحث عن استثمار آمن 99% ومضمون تماماً ضع أموالك في أحد البنوك الأمريكية واحصل على عائد 0.5% سنوياً وفي أحسن الأحوال 1% .

أما إذا كنت مستثمراً تدرك أنه كلما ازداد خوف المستثمرين من قطاع ما كلما كانت الفرصة لتحقيق أرباح كبيرة أعلى فسوق العقار التركي هو المكان المناسب لك والحالات التي تتراجع فيها الليرة التركية أمام الدولار هي فرص ذهبية لمن يأخذ القرارات بسرعة حصراً لأنه عند اختلاف سعر الصرف بشكل كبير لدينا السيناريوهات التالية : 

  • إذا كان سعر الصرف على سبيل التبسيط 10 وانتقل فوراً ليصبح 15 وبالتالي العقار الذي كان سعره مليون ليرة تركية و يعادل 100 ألف دولار الآن بقي سعره مليون ليرة تركية ولكنه أصبح يعادل 66 ألف دولار فقط , وقلنا لصاحب القرارات السريعة لأن التأخر سيولد لنا السيناريو التالي:
  • في حال تأخر المستثمر في أخذ القرار عند حدوث مثل هذه الفرص فستقوم المشاريع بتعديل أسعارها بناء على سعر الصرف الجديد وحتى الشقق إعادة البيع سيتم حساب سعرها مجدداً على سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار ومن الممكن جداً أن تجد تسعير الشقق يتم بالدولار في حال كان سعر الصرف غير مستقراً.
    على سبيل المثال العقار الذي كان سعره مليون ليرة تركية عندما كان سعر الصرف 10 ليرات سيصبح سعره مليون ونصف ليرة تركية عندما يصبح سعر الصرف 15 ليرة.
  • السيناريو الثالث عندما يقوم المستثمر بشراء عقار عندما تغير سعر الصرف من 10 ليرات على سبيل المثال إلى 15 ليرة لكل دولار وبعد القيام بشراء العقار يرتفع معدل الصرف ليصبح 20 ليرة لكل دولار وهنا يجب تمييز التالي:

عندما يرتفع معدل الصرف بشكل كبير تقوم المشاريع العقارية بتعديل الأسعار بشكل فوري وهذا ما لاحظناه عندما انخفض من 9 ليرات إلى 13.4 ليرة خلال يومين في شهر نوفمبر 2021 وهذه الزيادة كبيرة جداً وسريعة وبالتالي التأخير في أخذ القرار بهدف انتظار استفادة أكبر ليس من مصلحة المستثمر غالبا .
وماذا عن المستثمر الذي اشترى العقار ذو 100 الف دولار بـ66 الف دولار بعد تغير معدل الصرف من 10 ليرات إلى 15 ليرة على سبيل التبسيط وبعد ذلك اكمل الهبوط ليصل إلى 17 ليرة وبالتالي كان من الممكن أن يحصل المستثمر على نفس العقار بقيمة 58 الف دولار تقريبا قبل أن تقوم شركات الإنشاء برفع السعر كما ذكرنا في بداية هذه النقطة , وهنا يمكننا القول هي عبارة عن فرصة سريعة ليس من المنطق أن تستفيد منها بنسبة 100% ويجب أن تكون مستثمراً قنوعاً لقد حصلت على عقار بقيمة 100 الف دولار بـ66 الف دولار فقط وهكذا دخلت استثمارك بربح قيمته 35% في جيبك أصلا.

ولكي يكون استثمارك مثمراً قدر الإمكان تذكر النقاط التالية : 

  • استثمر في مشاريع قيد الإنشاء في مراحلها الأولى بعد أن تتعرف على تاريخ شركات الإنشاء نفسها لتفادي توقف المشروع أو تأخره وذلك من خلال التواصل مع مستشار استثماري عريق في السوق.
  • إذا اخترت الدفع بالأقساط فلتكن الأقساط بالليرة التركية لأن احتمال استمرار هبوطها أمام الدولار في السنوات القادمة أعلى بكثير من احتمال صعودها.
  • الوقت الذي يسبق تسليم المشروع تماماً هو الوقت الأفضل غالبا لإنهاء استثمارك القصير المدى ويمكنك التأكد من ذلك من خلال الحصول على استشارة من خبير استثماري .
  • يمكنك تأجيل البيع حتى اكتمال المشروع بشكل كامل في حال كان المشروع أكثر من مرحلة وأنت اشتريت من المرحلة الأولى .
  • مبدأ الاستثمار القصير المدى أثبت فعاليته خلال السنوات الماضية (من سنتين إلى ثلاث سنوات) وما دام يجلب لك الأرباح من الأفضل الاستمرار فيه.